السؤال:
هل تركيب الرموش الصناعية في العرس لمدة معينة وعند انتهاء العرس ننزعها، هل يعتبر من الوصل، أرجوا الرد وشكرًا لكم.
الجواب:
قبل أن نجيب عن السؤال عن الرموش ينبغي أن نبيِّن حكم الوصل نفسه؛ إذ أن مسألة الوصل لا أصل لتحريمها في كتاب الله تعالى الذي أباح الزينة على إطلاقها في قوله تعالى:
﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ الأعراف (32)
ومن قال بخلاف ذلك ينبغي أن يأتي بدليل من الكتاب نفسه مصدر التشريع والتحليل والتحريم امتثالًا لتحذيره تعالى:
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ، إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ النحل (116)
ومن ثَم فإن الرسول الكريم الذي وصفه ربه بأنه ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ﴾ النجم (3) لم يحرم ما أحله ربه أو العكس ولم يتقول على ربه حلالًا أو حرامًا أبدًا:
﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ﴾ الحاقة (44: 45)
ولذلك فإن ما روي عنه من روايات تلعن وتتوعد بالعذاب للنساء اللاتي يوصلن الشعر فهي من باب التقوُّل عليه ﷺ والرسول الكريم بريء من تلك الروايات.
نفهم مما سبق أن وصل الشعر أو الرموش وغير ذلك هو من الحلية والزينة المباحة التي تتخذها المرأة، حيث إن التزين هو مما فطر الله تعالى عليه النساء:
﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ…﴾ الزخرف (18)
فلا حرج في الوصل، ولا ينبغي لأحد أن يُحرمه على النساء، فلا حرام إلا ﴿مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾.