السؤال:
أريد أن استفسر بخصوص الدعاء: أنا طالبة وأريد أن أتمنى من الله أن يجعل الأمور سهلة مثل (تخفيف المناهج و إلغاء القرارات الدراسية القاسية وأن تكون الدراسة من المنزل وغيرها…) أعلم أنه قد يكون السؤال طفوليا أو تافها بعض الشيء لكن أريد أن أعرف هل يجوز أن أدعو بتلك الدعوات؟ أم أن هذا اعتداء في الدعاء؟ وإن كان يجوز ذلك فهل أتمني أن الله يجعل الخير في تلك الدعوات ويستجيبها لي؟ أرجو الرد وشكرا كثيرا لكم
الجواب:
دعاؤك هذا ليس اعتداءً، بل هو تعبير عن رغبتك في التيسير والراحة في مسيرتك الدراسية، وهو أمر مشروع وطبيعي، فلا يوجد ما يمنع من الدعاء بأن يخفف الله عليك عبء الدراسة وأن يجعلها ميسّرة، فالله تعالى يحب أن يسمع دعاء عباده في كل أمورهم، سواء كانت صغيرة أو كبيرة. قال تعالى:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]
يمكنك أن تدعي، مثلاً، أن يوفقك الله ويجعل لك من كل أمر عسير يسرًا، وأن يهيئ لك الظروف المناسبة للدراسة والنجاح، فهذا من الدعاء المحبب. وإذا كان من الخير لك أن تُخفف عنك المناهج أو الظروف الدراسية، فادعي الله أن يختار لك الأفضل وييسر لك ما فيه الخير في دينك ودنياك.
فأحسني الظن بالله، واطلبي منه ما تشائين، واسأليه أن يحقق لك ما فيه الخير.
فلا يمنع أن يدعو المؤمن ربه بكل ما يجول في خاطره ويتمنى تحقيقه مادام لا يتعدى على حق أحد ولا يتمنى زوال النعم عن أحد ولا يدعو بالنجاح أو المال أو الملك ليتجبر بها على الناس.
فهؤلاء من يتمنون حسنة الدنيا ولكنهم لا يقدمونها على آخرتهم ولا يشترون بها ثمنًا قليلًا كمن قيل فيهم:
﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ البقرة (201)
وفي الوقت نفسه إذا مسهم الخير لا يمنعونه وإذا مسهم الشر لا يجزعون منه ويكونون في حالة الرضا والشكر على ما أصابهم.
وقد ضرب لنا القرآن الكريم عليهم نماذج يقتدى بها بأنبياء ورسل آتاهم الله تعالى الملك والحكم والنبوة فرعوها حق رعايتها وابتغوا بها رضوانه سبحانه في الدنيا والآخرة، وبآخرين ابتلاهم ربهم بالمرض أو الفقد أو الحرمان وكان يقينهم أنه:
﴿لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾
فاستجاب لهم ربهم جزاء صبرهم وإسراعهم في الخيرات ودعائهم له جل جلاله رغبًا ورهبًا فرزقهم ما تمنوا وشفي مريضهم وأنجب عقيمهم ونجا مكروبهم.
*وللمزيد حول ننصح بالاطلاع على مقالة (أعظم الدعاء) من الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=1309