السؤال:
ما معنى الآية: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها) ، أريد تفسيرها من حضراتكم، فالكثير من الملاحدة يتكلمون عن هذه الآية للطعن في نبينا الكريم.
الجواب:
الآية محل التساؤل هي قوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (الأحزاب 50)
قد يندهش البعض لأن المرأة هي التي تذهب وتطلب الزواج من رجل، وهذا لا يحدث في الغالب حيث جعل الله تعالى المرأة هي المطلوبة وليست الطالبة لما فضلها الله تعالى به من الزينة وحفظًا لحيائها، ولكن الأمر يختلف هنا مع رجل عظيم الخلق كالنبي الكريم؛ لأنه لن يفهم طلبها بصورة خاطئة، ولن ينظر إليها نظرة تخدش حياءها، فإن رضي الزواج منها أكرمها وإن رفضها لم يهنها، وهذا الأمر موجود في الحياة حتى إن قل وندر؛
كأن يرى والد الفتاة رجلًا ذا خلق كريم فيطلب منه تزوجيه لابنته كما حدث مع النبي الكريم موسى قبل بعثته:
{قَالَ (والد الفتاة) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} (القصص 27)
وقد تفعله المرأة بنفسها تعريضًا أو تصريحًا إن وجدت الخلق الكريم في أحدهم الذي مهما بلغ من الخلق لن يكون بأكرم من خلق النبي الذي وصفه ربه:
{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم 4).