السؤال:
ما معنى الآية : (نساؤكم حرث لكم) ولماذا وصف الله النساء بشيء كهذا؟
الجواب:
الآية محل السؤال هي قوله تعالى: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ، وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ، وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (البقرة 223)
فهذا التعبير جاء ضمن التعبيرات القرآنية البديعة التي تحدثت عن العلاقة الزوجية، وعهدُنا دائمًا مع كتاب الله تعالى فيما يخص علاقة الزوجين في الفراش هو التورية والإشارات الرمزية كي لا تخدش الحياء عند تلاوتها أو البحث في أحكامها.
فنجدها مرة بلفظ الرفث والمباشرة وأخرى بلفظ الإفضاء أو التغشي أو المس.
وعندما جاء التعبير بالحرث فقد كُني به عن المكان المباح لإتيان الزوجة، وهو موضع الولادة ، ووجه الشبه بالحرث هو الإنبات، وفي الآية تشبيه للمرأة بالأرض لأن كلاهما ينبت، فالمرأة تنبت النشء وترعاه وكذلك الأرض مع ما تنبته من الزرع، وليس في هذا التشبيه ما يسيء للمرأة أو يحط من شأنها بل على العكس تمامًا فهو تعبير يحفظ حياءها.
بالإضافة إلى أن التشبيه بالنبات ليس خاصًا بالمرأة وإنما جاء تشبيه دورة حياة الإنسان وتطور مراحلها في المحيا والممات بدورة النبات، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:
﴿وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا. ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا﴾ (نوح 18)
والإنسان أصله من التراب فلا عجب أن يتشبه به:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ﴾ (الروم: 20)