حبل الله
محظورات الإحرام

محظورات الإحرام

محظورات الاحرام

وهي ما يحرم على المحرم للحج والعمرة فعله بسبب الإحرام. وهي كما يلي:

أولا: المشترك بين الرجال والنساء

1_ حلق الشعر إلا من عذر؛ لقوله: {وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} (البقرة، 196)

2_ الجماع لقوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة، 197).  ويدخل في الرفث مقدمات الجماع كالتقبيل والغمز والمُداعبة لشهوة.

3_ عقد النكاح لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا ينكح المحرم ولا يُنكح ولا يخطب “[1]

4_ قتل الصيد، والصيد: كل حيوان بري متوحش بطبعه مما يحل أكله سواء كان من ذوات الأربع أو طائر، لقوله تعالى: (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا) (المائدة، 96)

5_ استعمال الطيب بعد الإحرام في الثوب أو البدن فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في المُحرم: “لا يلبس ثوباً مسه زعفران ولا ورس “[2]

وأما الطيب الذي تطيب به قبل إحرامه فلا يضر بقاؤه بعد الإحرام لقول عائشة رضي الله عنها “كنت أنظر إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو مُحرم “[3]

ثانيا: ما يختص به الرجال.

1_ تغطية الرأس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في المحرم الذي مات: ” لا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا “[4] ويقصد بالغطاء ما كان ملاصقا للرأس كالعمامة (والطاقية والحطة أو الشماغ وغيرها من المسميات)

2_  لبس المخيط من الثياب والأحذية، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سُئل: ما يلبس المحرم من الثياب؟ قال: “لا يلبس القميص ولا العمامة ولا البرانس ولا السراويل ولا الخفاف ولا ثوباً مسّه زعفرانٌ ولا ورس “[5]

ومن لم يجد وسعا ليشتري ملابس الإحرام جاز له أن يبقى في ملابسه. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بعرفات يقول: “من لم يجد النعلين فليلبس خفين ومن لم يجد إزارا فليلبس سراويل “[6] .

ثالثا: ما تختص به النساء. وهو تغطية الوجه، لقوله صلى الله عليه وسلم (ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين) [7]

ملاحظة هامة

جميع محظورات الإحرام إذا لم يتعمدها الإنسان ووقعت منه على سبيل الخطأ، أو على سبيل النسيان فإنه لا حرج عليه فيها؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}(الأحزاب: 5) . وقد علمنا ربنا أن ندعو بهذا الدعاء {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (البقرة: 286)

وقال في صيد المحرم { وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} (المائدة، 95) وهذا يدل أن من قتله دون عمد فليس عليه شيء.



[1] أخرجه مسلم (2/1030، رقم 1409) ، وأبو داود (2/169، رقم 1841) ، والنسائى (6/88، رقم 3275) ، وابن ماجه (1/632، رقم 1966) ومالك (1/348، رقم 772) ، والطيالسى (ص 13، رقم 74) ، والدارمى (2/189، رقم 2198)

[2] أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب ما لا يلبس المحرم من الثياب (1542) ، ومسلم، كتاب الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة (1177) .

[3] أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب الطيب عند الإحرام (1539) ، ومسلم، كتاب الحج، باب الطيب للمحرم عند الإحرام (1189) (133) .

[4] أخرجه البخاري 1268، ومسلم 1206، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

[5] أخرجه البخاري، كتاب اللباس، باب البرانس (5803) ، ومسلم، كتاب الحج، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة وما لم يبح (1177)

[6] أخرجه البخارى (2/654، رقم 1744) ، ومسلم (2/835، رقم 1178) ، والنسائى (5/133، رقم 2672) ، وابن ماجه (2/977، رقم 2931) وأحمد (1/279، رقم 2526)

[7] أخرجه مالك (1/324، رقم 707) ، والبخارى (2/653، رقم 1741) ، والترمذى (3/194، رقم 833) وقال: حسن صحيح. والنسائى (5/133، رقم 2673) . وأحمد (2/119، رقم 6003) ، وابن خزيمة (4/163، رقم 2599)

التعليقات

  • السلام عليكم ولماذا يكشف الرجل زراعه من لبس الاحرام؟
    ولماذا لا نجد هذه التفاصيل فيى آيات القرآن ولا نجد ايضا تفاصيل الصلاه الحركيه؟ ماذا لو لم يكتب أحدا عنها ولم يصلنا الا القرآن هل كنا سنقوم بها او نعرفها اصلا ؟ كثيرا ما نسأل أنفسنا هذه الاسئله؟ أليس الكتاب تبيان لكل شئ ؟ إلا هذه الأشياء!!
    هل يوجد توضيح لو تكرمتم

    • وعليكم السلام ورحمة الله
      شكرا لسؤالك القيم، ولنبدأ بالإجابة خطوة خطوة:
      لماذا يكشف الرجل ذراعه في لباس الإحرام (كشف الكتف الأيمن – الاضطباع)؟
      هذا الفعل يُعرف في الفقه بـ “الاضطباع”، وهو أن يجعل الحاج أو المعتمر وسط ردائه تحت إبطه الأيمن، ويجعل طرفيه على كتفه الأيسر، فينكشف كتفه الأيمن. ويُسنّ هذا فقط في الطواف، وليس طوال الإحرام. فهو من هيئات النسك المأخوذة من فعل النبي ﷺ، وليس من الواجبات ولا الأركان.
      وقد فعله النبي ﷺ في طواف القدوم عندما دخل مكة، والهدف منه – كما قال بعض العلماء – هو:
      • إظهار القوة والجدية في العبادة، خصوصًا حينما كان الطواف أمام المشركين.
      • تمييز هيئة الحاج في نسكه.
      لماذا لا نجد هذه التفاصيل (كهيئة الصلاة والطواف والعمرة وغيرها) في آيات القرآن؟
      سؤالك هذا من أكثر الأسئلة التي تُطرح عند التأمل في المنهج القرآني، والإجابة تكمن في فهم وظيفة القرآن وعلاقته بواجب النبي بوصفه مبلغا للكتاب ومعلما للحكمة ومعطيا للقدوة:
      نعم، القرآن هو كما وصفه منزله جل جلاله: “تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ” [النحل: 89]
      لكن التبيان هنا ليس بالضرورة أن يكون تفصيليًا مباشراً في كل المسائل، بل يكون:
      • تبيانًا كليًا.
      • وتبيانًا بالتوجيه إلى التطبيق العملي للنبي صلى الله عليه وسلم.
      فمن مقتضيات تبليغ الوحي تطبيقه بين الناس والحكم به، فقد أمر الله تعالى نبيه بقوله:
      {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} (المائدة، 49)
      وفي الآية التي تليها يبين سبحانه أن اللجوء إلى أي حكم سوى الحكم بكتابه هو جاهلية:
      {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (المائدة، 50)
      وقد طبق النبي الوحي بين أصحابه الكرام، وكان الأسوة الحسنة في تطبيقه، ومثالا يحتذى، وهذا ما دلّ عليه قوله تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب، 21).
      الأسوة تظهر في التطبيق لا بمجرد تبليغ النص، ومن هنا نفهم الوظيفة التامة المناطة بالنبي، ألا وهي التبليغ والتطبيق.
      هل كنا سنعرف الصلاة والحج لو لم تُكتب السنة ولم تُنقل؟
      هذا هو لب الموضوع.
      لو لم تُنقل إلينا تطبيقات النبي للقرن الكريم لما عرفنا كيفية الصلاة بشكلها الحالي بالرغم من وجود الامر بها وبأركانها في القرآن لكن الصورة الملية تحتاج التطبيق النبوي حتى يكون التبليغ تاما، مثلًا: عدد الركعات، حركاتها، أوقاتها…
      قال الله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} (البقرة،238)
      وقد جاء تفصيل {وعلى جنوبكم} بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج، 77) أي أنَّ ذكر الله تعالى على الجنوب يكون بالركوع والسجود.
      والجنوب جمع جنب وهو الناحية من الإنسان[6] وحسب الآية لا بد أن يكون المعنى أطراف الإنسان التي يعتمد عليها في ركوعه وسجوده.
      ولا ينبغي أن يكون غير الأطراف عاملاً في السجود، كأنْ يضع مرفقيه على الأرض أو يلصق بطنه بفخذيه، وتطبيقاتُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تؤكد هذا الفهم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أُمرتُ أن أسجد على سبعة أعظمٍ على الجبهة، وأشار بيده على أنفه واليدين والركبتين، وأطراف القدمين» [7]
      وعَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَجَدْتَ، فَضَعْ كَفَّيْكَ وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ»[8] وقد روت أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما يدلُّ على انتصاب القدمين عند السجود وملامسة أطراف أصابع القدمين الأرض[9] .
      نلاحظ هنا أن تطبيقات النبي للوحي يمكن رصدها من خلال تدبر الآيات ذات العلاقة، وهذا يملي علينا دراسة ما نقل إلينا من أفعال النبي وأقواله إلى جانب القرآن الكريم وعلى ضوئه وليس بمعزل عنه.
      لماذا لم يُذكر كل شيء في القرآن مباشرة؟
      القرآن هو كتاب هداية وتشريع عام. ويُركز على المقاصد وتزكية القلوب. ويعطي القواعد والأسس، وينبه على ضرورة اتباع النبي في التطبيق، وهو ما سماه القرآن بالأسوة.
      والتفصيل في الهيئات لم يكن من مقاصد القرآن، لأن ذلك كان سيجعل القرآن كتابًا ضخمًا جدًا جدًا، حيث يُثقّل على الناس قراءته وفهمه ويعيق عن تدبره.
      كما في قوله تعالى:
      “يسألونك عن الساعة” و “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ” و “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ”…
      كانوا يسألون عن التفاصيل الدقيقة، والقرآن يجيب بإجابات تُربي على الفهم والروح والمقاصد الكبرى، وليس عن الإجابات الجزئية.
      الخلاصة:
      • القرآن أساس الشريعة.
      • تطبيقات النبي هي الشرح العملي للقرآن.
      • والاثنان معًا هما الوحي:
      قال النبي ﷺ: “ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه” (رواه أبو داود).
      المثل هو الحكمة التي استنبطها النبي من القرآن وطبقها بين أصحابه، فلو فُقدت تطبيقات النبي، لضاع علينا التطبيق الصحيح، ولو فُقد القرآن لضاع الأصل.
      لكن بحمد الله، تكفل سبحانه بحفظ الأصل ليكون نورًا وهداية، وحُفظت بحفظه تطبيقات النبي إلى يوم الدين.

      • شكرا جزيلا على الرد والتوضيح ولكن من اين لنا ان نعرف ان النبي فعلا فعل كذا وكذا فكثير من الأحداث المنسوبه للنبي والروايات والتي تذكر أن النبي فعل أشياء معينه واتضح انها كذب وافتراء على النبي بل وتسئ له .
        وكلها تحت شعار تطبيق النبي للقرآن او ما يسمى بالسنه المزعومه !! ومن هنا دخل التحريف .
        حتى ان حديث (ألا اني أوتيت القرآن ومثله معى) هو الشماعه التي يعلق عليها مشايخ الكهنوت الديني تحريفهم للقرآن بما يسمى الوحي الثاني ..
        وكما ذكرتم ان الناس كانت تسأل النبي يزل القرآن ب يسألونك عن كذا .. قل كذا ..
        فمثلا ايه يسألونك عن المحيض قل هو أذى….. إلى آخر الايه جميع الفقهاء جعلوا هذه الايه دليل على بطلان الصلاة والصيام للحائض برغم ان الايه لم تذكر العباده وهذا عرفته من موقعكم انه يجوز للحائض الصلاه والصيام .. فاين تطبيق النبي او بالأخص تطبيق أمهات المؤمنين!!؟؟ فهذا الامر تحديدا ضيع امة كامله نسائها تركوا الصلاه والصيام تحت شعار اجماع العلماء والسنه !!!
        كم كنت اتمنى ان اجد ايات تبين لنا نحن النساء ما علينا فعله بشكل صريح و واضح ليس مجرد استنتاج جعلوا منا ناقصات دين وفقا لاهوائهم بحجه اننا لا نصلي ولا نصوم في بعض الحيان كما جاء في الحديث المزعوم والمشهور .. دائما كنت اقرا القران و اناجي الله واقول في نفسي بعد الاستغفار طبعا لماذا يا رب لم توضح في ايه صريحه ما على النساء فعله او حتى تركره لماذا يا رب جعلتنا دميه في يد هؤلاء الكهنه الذين جعلونا مخلوقات نجسه لا نتعبد حتى ان منهم من حرم علنا مجرد لمس المصحف وغيره من الامثله الكثيره حضرتكم أعلم مني بها ..
        والله انا لا اجادل بل انا هنا على موقعكم الكريم لكي اتعلم ديني الذي اكتشفت بعد سنين طويله انني لم أكن اعرفه وكانت تراودني الشكوك كثرا في كثير من الأحكام الدينيه والاحاديث المنسوبه للنبي والتي أجدها غير منطقيه بل وغير اخلاقيه ..
        فموقعكم كان بالنسبه لي النافذه التي دخل منها نور الشمس الي قلبي بعد ان كان مظلم من كثره الشبهات والاشكوك .
        فمثلا بالنسبه لملابس الاحرام كنت سمعت احد المفكرين يقول انها تشبه ملابس البوزيين والهندوس مع اختلاف اللون وهذه حقيقه ويقول انها ملابس غير ساتره بما يكفي وليست شرط للحج او العمره وانه يجوز للرجل ارتداء اي ملابس . مستدلا بقوله تعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد .

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.