يقول النسفي في تعليقه على قول سليمان عليه السلام: {وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} لأنه يحط به عنها عبء الواجب ويصونها عن سمة الكفران ويستجلب به المزيد وترتبط به النعمة ، فالشكر قيد للنعمة الموجودة وصيد للنعمة المفقودة . قال الواسطي : ما كان منا من الشكر فهو لنا، وما كان منه من النعمة فهو إلينا وله المنة والفضل علينا[1] .
النعم ابتلاء وكفاؤها الشكر
كل ما أعطانا الله تعالى من مقومات حياتنا هو نعمة يجب شكر الله عليها، ولا يستطيع أحد أن يحصي نعم الله عليه؛ فهي تغمرنا، نعلم بعضها ونجهل كثيرا منها، وكلما ازداد الإنسان نعما كلما استوجب ذلك شكرا، وإلا كانت وبالا عليه خاصة إذا تاهت نفسه على الناس كبرا وغرورا، وهذا المعنى كان يستذكره الأنبياء والصالحون، وقد فطن لذلك سليمان عليه السلام عندما رأى عرش بلقيس مستقرا أمام ناظريه. {قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (الزمر،40)
أضف تعليقا