الملائكة والأنبياء عباد الله تعالى
لا يوجد مخلوق في السماوات والأرض تنخلع عنه صفة العبودية لله تعالى، وفي الرد على من زعموا غير ذلك وألصقوا بعض صفات الله لبعض خلقه قال الله تعالى: «لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا» (النساء، 4 / 172). وحتى لا يشك أحد بهذه الحقيقة نفى الله تعالى أن يكون أحد في السماوات والأرض ندا له أو شريك، وإنما هم عباده. قال تعالى {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا. لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا. وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} (مريم، 19/95)
وعندما نقول: "أشهد أنّ محمدا عبده ورسوله" نعني أنّنا نعلم يقينا أنّ محمدا عبده ورسوله. وإعطاء ميزات أخرى له يؤدي إلى التشبه بالنصارى، حيث قالوا في عيسى أنه ابن الله، وجعلوه خلفا له تعالى، فعبدوه واستعانوا به من دون الله. وفي ذلك انتقاص لحق الله تعالى في كماله وجلاله، فهو ليس بحاجة إلى من يعينه أو يخلفه وصدق فيهم الله إذ يقول {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الزمر،39/67)
أضف تعليقا