قال الله تعالى: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (التوبة، 9 / 5). يقصد بالأشهر الحرم هنا أشهر مدة الهدنة التي ضربها الله تعالى لهم للتوبة من عداوتهم للمسلمين ووكذلك المشركين هم الذين نكثوا عهدهم، فلا يراد بهم عامة المشركين
وهذه الآية ايضاً في قتال المشركين الذين هم الوثنيون الذين قاتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الجزيرة العربية، كما أن الآية فسّرها الجزء الثاني منها وهو (كما يقاتلونكم كافة) الذي يدل على أن هذا القتال للدفاع، فنحن نقاتلهم لأنهم قاتلونا كافة، وبالتالي فالآية في باب الدفاع عن النفس، كما أن حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس (رضي الله عنهما) فسّر الآية بأن يتحد المسلمون مجتمعين مؤتلفين غير متفرقين، لأن هؤلاء المشركين يقاتلونهم مجتمعين (الطبري (14/242) – كما في غزوة الآحزاب.