السؤال: لم يذكر اسم آدم كنبي من الأنبياء في القرآن الكريم ومع ذلك يعتبره المسلمون نبيا. أرجو توضيح المسألة.
الجواب: ذكر القرآن الكريم أسماء بعض الأنبياء ولم يذكر كثيرا منهم، وقد صرح القرآن بنبوة بعضهم كابراهيم وإسماعيل وموسى وعيسى، وأشار إلى آخرين كآدم عليه السلام. قال تعالى: «وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ. وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (الأنعام، 83-87). ذكرت الآيات السابقة عددا من الأنبياء الكرام وأشارت إلى عدد منهم بقوله: «وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ»؛ ولا شك أن آدم من آبائهم، بل أبوهم جميعا. والآية 89 من سورة الأنعام تؤكد نبوة المذكورين وبعض آبائهم بقوله تعالى:
«أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ» (الأنعام، 89). والإصطفاء هو الإختيار وغالبا ما يكون للنبوة قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ» (آل عمران، 33) وسياق الآية يدل على أن الإصطفاء هنا بمعنى الإصطفاء للنبوة لأن من ذكروا مع آدم كلهم أنبياء ما يدل على نبوة آدم عليه السلام.
ثم إن آدم قد علمه الله الأسماء كلها وهذا لا يكون لغير نبي، ولو لم يكن آدم نبيا فمن يتولى مهمة التبليغ عن الله تعالى؟ وهو تسويغ منطقي لضرورة كون آدم نبيا.
أضف تعليقا