السؤال: ما هي الكبائر، وهل من فاعل كبيرة لا تقبل توبته والعياذ بالله من عصيانه عز وجل؟
الجواب. الكبائر جمع كبيرة، وهي: الفعلة القبيحة من الذنوب المنهي عنها شرعا، العظيم أمرها: كالقتل والزنا والفرار من الزحف وغير ذلك، واختلفوا في الكبائر فقيل: سبع، اعتمادا على حديث السبع الموبقات فعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، فقيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الاشراك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)[1]. وقيل: الكبائر تسع، وروى الحاكم في حديث طويل: (والكبائر تسع) فذكر السبعة المذكورة، وزاد عليها: (عقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام) . وقيل: الكبيرة كل ذنب قرن بنار أو لعنة أو غضب أو عذاب[2].
وعن أبي طالب المكي أنه قال: الكبائر سبع عشرة، قال: جمعتها من جملة الأخبار وجملة ما اجتمع من قول ابن مسعود وابن عباس وابن عمر، رضي الله تعالى عنهم، وغيرهم: الشرك بالله، والإصرار على معصيته، والقنوط من رحمته، والأمن من مكره، وشهادة الزور، وقذف المحصن، واليمين الغموس، والسحر، وشرب الخمر، والمسكر، وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الربا، والزنا، واللواطة، والقتل، والسرقة، والفرار من الزحف، وعقوق الوالدين[3].
وفي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور. فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت”[4]
وللبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: (الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس)[5]
الذنوب سوى الكبائر يكفرها الإستغفار والأعمال الصالحة. قال تعالى {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} (النساء،31)، وقال أيضا: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ} (النجم،32) {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} (الفرقان،68_71) {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (هود،114)
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)[6] ، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
الأدلة من الكتاب العزيز والسنة المطهرة كلها تدل على أن الكبائر إنما تكفر بالتوبة النصوح، وبذلك نعلم أن الآيات المطلقة والأحاديث المطلقة في تكفير السيئات بالأعمال الصالحات مقيدة بالنصوص المقيدة باجتناب الكبائر. أما ارتكاب الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة النصوح وذلك بالإقلاع عنها، والندم على فعلها، والجزم بعدم الرجوع إليها، وإن كان ثمة حق للناس يعيده إليهم، ومن لم يستطع إعادة الحق لصاحبة فعليه أن يجتهد ليعفو عنه ويصفح. هذه شروط التوبة النصوح كما نص عليها أهل العلم بناء على فهمهم للنصوص.
________________________
[1] صحيح البخاري، رقم 2766 وأخرجه مسلم في الإيمان باب بيان الكبائر وأكبرها، رقم 89.
[2] انظر عمدة القاري، 3/114
[3] عمدة القاري 13/216
[4] البخاري، كتاب الأدب، رقم 5976 , ومسلم، الإيمان 87 , والترمذي، البر والصلة، رقم 1901 والشهادات، رقم 2301 وتفسير القرآن، رقم 3019 , وأحمد 5/36 ,5/38 .
[5] البخاري، الأيمان والنذور، رقم 6675 , والترمذي، تفسير القرآن، رقم 3021 , والنسائي، تحريم الدم، رقم 4011 , وأحمد 2/201 ,2/214 , والدارمي، الديات، رقم 2360.
[6] رواه مسلم في صحيحه، باب الصلوات الخمس والجمعة، رقم 16 – (233)
كيف يكون الإشراك بالله من الكبائر ويقارن مع الزنا وعقوق الوالدين وهو أصلا يخرج الناس من الإسلام؟؟
عل يقصد الشرك الأصغر؟؟؟