امتدح الله تعالى المصلين إذ يذكرون الله تعالى في صلاتهم، ولأن الصلاة ذكر فلا بد أن تقودهم إلى التفكر في خلق الله وآياته المبدعة في هذا الكون. قال الله تعالى {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (آل عمران، 191) يتفكر الإنسان في آيات الأنفس والآفاق ليتبين أن الكون لم يُخلق باطلا ولا صدفة ولا عبثا، إنما هو الحق؛ فيربط بين آيات الكتاب وآيات الكون ليحصل بذلك على التقدم المنشود والفوز في الدارين.
إن ذكر الله تعالى كما يحب وكما ينبغي، وعلى رأس ذلك إقامة الصلاة سببٌ في ذكر الله تعالى لعباده. قال تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} (البقرة، 152)
وقد وعد الله تعالى المؤمنين بأن يذكرهم في ملئه ذكرا أعظم من ذكرهم إياه بقوله سبحانه {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت، 45) أي ولذكر الله لكم أكبر من ذكركم إياه[1].
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة”[2]
أضف تعليقا