روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، فقال له آدم: أنت موسى، اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ ” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فحج آدم موسى، فحج آدم موسى»[1].
الحديث في ضوء القرآن الكريم
1_ الذي خدع آدم وكان سببا في إخراجه من الجنة هو الشيطان {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} (الإعراف، 27)
وبحسب الرواية فإن آدم من خيّب الناس وأخرجهم من الجنة.
2_ بحسب القرآن فإن آدم وحواء اعترفا بأنهما أصغيا للشيطان وعبرا عن ذلك بما ذكره القرآن الكريم {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف،23)
وبحسب الرواية فإنهما ضحية فقط، أي لا ذنب لهما.
3_ بحسب القرآن فإن آدم ندم على خطئه وأناب إلى الله بالتوبة، وقد قبل الله توبته كما يظهر في قوله تعالى {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (الأعراف، 37)
وبحسب الرواية فإن آدم بريء مما وقع به من معصية ولا دخل له بها.
4_ بحسب القرآن فإن آدم عصى الله واتبع هواه {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (طه، 121)
وبحسب الرواية فإن آدم فعل ما قدر له.
5_ بحسب القرآن فإن آدم وحواء تحملا مسؤولية الخطأ واعترفا بالذنب {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف،23)
وبحسب الرواية فإن آدم يرفض تحمل المسؤولية عن الخطأ بالزعم أنه قدر عليه بمعنى أنه أجبر عليه.
6_ بحسب القرآن فإن الله عهد لآدم أن لا يأكل من الشجرة لكنه كان بلا عزيمة حيالها {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} (طه، 115)
وبحسب الرواية فإن أكل آدم من الشجرة كان مقدرا عليه قبل أن يخلق. وهذا يعني أن الله تعالى بعد أن قدر عليه أن يأكل من الشجرة نهاه أن يأكل منها.
7_ بحسب القرآن فإن كل إنسان مسؤول عما يفعل { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر،38)
وبحسب الرواية فإن الأمر معكوس تماما حيث قدر لآدم سلفا ما سيفعل وما تبقى لآدم سوى القيام بالدور . وقياسا عليه يمكننا القول بأن الشيطان وفرعون والنمرود وأبو جهل وأمثالهم لم يقوموا سوى بأدوار مقدرة عليهم سلفا.
هذه المقارنة بين الرواية والقرآن الكريم يجعلنا نقف ملينا قبل الأخذ بالرواية واعتبارها حجة، فبالمقارنة يمكننا معرفة ما تصح نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم وما نسب إليه خطئا.
هذا جهل بقدرة الله تعالى جل وعلا الانسان مخير بافعاله وكل ما ورد كذب على الله وذكرهم الله في عدة ايات الذين يكذبون على الله ولكن الله بقدرته التي فوق التصور وفوق عقليتنا يعلم بما سيصدر منا فمن غلبته دنياه ومن غلب على نفسه ( فمن اهتدى فأنه يهتدي لنفسه ومن ظل فأنما يظل عليها )وكذلك هو الاختبار المعلم وهذا انسان محدود الافق يعلم ان الطالب الفلاني ميؤس منه وكيف هي قدرة علام الغيوب المقتدر (سأوفيكم عن بعض اشكاليات في فهم البشر وقصور ادراكهم: والله اعلم
اعجبني بتأكيد بالاية
الذي خدع آدم وكان سببا في إخراجه من الجنة هو الشيطان {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا} (الإعراف، 27)
للأسف هناك خلط في فهم الحديث الصحيح، فلا تعارض بين الآيات القرآنية الكريمة وبين هذا الحديث الصحيح، لأن الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل سبحانه جلت قدرته، فسيدنا موسى عليه السلام ربط بين معصية أبينا آدم وأننا حواء وبين إنزالهما من الجنة، فأخبره سيدنا آدم أن لا ربط بينهما لان الإنزال من الجنة هو المقدر من الله والمفروض عليهما، وليس المقصود أن العصيان هو المقدر والمفروض، فعصيان آدم وحواء مثبت وهو بإرادتهما وقد لامهما الله عليه لأنه بمحض إراتهما، وقد تاب الله عليهما بعد طلبهما التوبة والمغفرة، وانتهت القضية، ثم قدّر الله أن يخرج هما من الجنة وإبليس معهما، وهذا هو الأمر المقدر المكتوب والمفروض والذي لا علاقة له بمعصيتهما، وليسا سببا فيه، فهو سيقع بإذن الله لانه مكتوب سواء أعصى آدم وحواء ربهما أم لم يعصياه، فلا ذنب لهما في الهبوط من الجنة، ومن ثم لا تعارض بين الآيات القرآنية الكريمة وبين الحديث.
هذا رأيي، والله تعالى أعلم
الله اكبر
جزاك الله خيرا جواب جامع وكافي
وهو أن بعض الأمور مثل النزول من الجنه مقدر وأما في أمر العصيان والطاعه فأنت مخير يا أيها الانسان
ياسيدي الكريم عدنان الحديث فيه اشكاليات من وجهة نظري
سيدنا موسى النبي الموحى اليه والمكلم من الله يتهم ادم عليه السلام بتخبيب البشر وكأنه لا يعلم ان ليس سبب نزولنا الى الارض هو ليس ادم عليه السلام وهذا ضرب بشخصية سيدنا موسى
ان كان المقصود ان المقدر هو نزول البشر الى الارض فهذا لم يوضح في الحديث وكان الحديث مببهما بل ظاهره ببين ان آدم نفى عن نفسه التخبيب والخروج من الجنة معا والا لماذا نفى واحدة على حد قولك معنى ذلك انه اثبت الاخرى!!
كلام آدم عن انه كليم الله لامعنى له .كانه حشو في الحديث فهل يعلم ادم ان موسى كليم الله واين كان احتجاجهماام ان خطابهما في الاخرة عندما تتكشف كل الامور وفي الاخرة لاجدال بل نعيم مقيم
اشياء كثيرة في الحديث توحي ان من اراد ان يثبت القدر لافعال الانسان وحياته هو من وضعه والله نعالى اعلم