المقصود بالجوار:
الجوار أو الجار: هو من يقرب مسكنه منك، وهو من الأسماء المتضايفة، فإن الجار لا يكون جارا لغيره إلا وذلك الغير جار له، كالأخ والصديق، ولما استعظم حق الجار عقلا وشرعا عبر عن كل من يعظم حقه أو يستعظم حق غيره بالجار، قال تعالى: {والجار ذي القربى والجار الجنب} (النساء،36)، ويقال: استجرته فأجارني، وعلى هذا قوله تعالى: {وإني جار لكم} (الأنفال، 48).
وقد تصور من الجار معنى القرب، فقيل لمن يقرب من غيره: جاره، وجاوره، وتجاور، قال تعالى: {لا يجاورونك فيها إلا قليلا} (الأحزاب، 60)، وقال تعالى: {وفي الأرض قطع متجاورات} (الرعد، 4)[1].
وقد خلق الله تعالى الانسان بطبيعة ميالة للاجتماع، وقد قيل: سُمي الانسان بهذا الاسم لأنسه بأبناء جنسه، قال تعالى {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} (العلق، 2) والعلق: كل شيءٍ يُعلقُ به أو عليه شيء. وذلك بأن الانسان لا يعيش إلا متعلقا بأهله وصديقه وجيرانه ومجتمعه وما إلى ذلك، وهم يعلقون به، وهو ما يجعل الانسان حيوانا مدنيا.
فالجوار واحد من أوجه مدنية الانسان؛ وقد اهتم الباحثون والمفكرون قديما وحديثا في بيان أهميته، وشرح الطرق التي تؤدي إلى تعزيزه والمحافظة عليه؛ لما له من دور في بناء المجتمعات وتحقيق المزيد من الاستقرار في منظومة الحياة.
إن للعرف السائد في بلد ما دورا في رسم حدود الجوار، وقد تنقسم الأعراف ما بين موسع لمفهومه ومضيق، وأيا كان الأمر فإن الجوار يستلزم معاملة وعلاقة خاصة، وهذه العلاقات تعكس طبيعة المجتمعات المدنية وتؤكد على طبع الانسان المدني الذي يأنس بمن يعرف ويشعر بالأمان لوجود الجوار الصالح.
وقد عرف الناس قديما حقوق الجوار واهتموا بذلك، وأضرب لذلك مثلا بقول الشاعر الجاهلي عنترة العبسي:
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي حتى يُواري جارتي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها[2]
وقد جاءت تشريعات الاسلام بما يناسب الفطرة البشرية، وأوردت من التوجيهات ما يعزز السلم الاجتماعي، ويبث الأمن في كل مكان يجتمع فيه الناس، ومن ذلك الاهتمام بالجوار حيث تجلى بمجموعة من التوجيهات والتشريعات في القرآن والسنة.
وللمزيد حول الموضوع يمكنكم الدخول إلى الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=2314
أضف تعليقا