السؤال: قال تعالى {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} هل من فعل الكبائر وتاب توبة نصوحة تنطبق عليه هذه الآية أم أنها تنطبق فقط على من لم يفعل الكبائر أبدا في حياته؟
الجواب: الآية الكريمة التي أوردتها في سؤالك تبين أن من يجتنبون الكبائر فإن ما صغر من ذنوبهم يكفر بالعمل الصالح ويؤيد ذلك قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (هود، 114) فقد بينت الآية ان ما سوى الكبائر من الذنوب يكفره الصلوات الخمس خاصة وباقي الأعمال الصالحة عامة.
أما الكبائر فيلزمها التوبة النصوح كما ورد في الآيات التالية:
قال الله تعالى {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} (مريم، 59_ 60) فإضاعة الصلوات واتباع الشهوات من الكبائر ولا يكفرها سوى التوبة النصوح.
ويقول تعالى {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} (الفرقان، 68_71) فالكبائر المذكورة في الآيات لا تُكفر إلا بالتوبة النصوح بالاضافة إلى العمل الصالح.
ومن خلال استقراء الآيات والأحاديث المتعلقة بالتوبة النصوح يتبين أن صورتها الصحيحة تكمن فيما يلي:
- الاقلاع عن الذنب
- الندم على فعله
- العزم على عدم العودة إليه
- عمل الصالحات
- وإن تضمنت الكبيرة هضما لحقوق الآخرين فلا بد من إرجاع الحق لأصحابه
أضف تعليقا