حبل الله
أنواع الحسد ومراتبه

أنواع الحسد ومراتبه

تعريفه

الحسد: نقول حَسَدَه يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حَسَداً وحَسَّدَه إِذا تمنى أَن تتحول إِليه نعمته وفضيلته أَو يسلبهما هو. قال الجوهري: وترى اللبيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ شَتْمَ الرجال وعِرْضُه مَشْتوم. والحسد أَن تتمنى زوال نعمة المحسود إِليك. وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي الحَسْدَلُ القُراد ومنه أُخذ الحسد، فإنه يقشر القلب كما تقشر القراد الجلد فتمتص دمه[1]. فالحسد من أعمال القلب كالبغض والخوف والحزن وما إلى ذلك.

 أنواعه

الحسد نوعان: حسد مذموم، وحسد محمود، وعند إطلاق كلمة الحسد فإنه يتبادر إلى المذموم منه لشيوعه وخطره، وسوف نتحدث عنهما بإيجاز:

أولاً: الحسد المذموم:

 المقصود بالحسد المذموم هو أن يرى الإنسان نعمة على إنسان آخر فيكره ذلك ويتمنى زوال تلك النعمة عنه وانتقالها إليه، وهذا النوع من الحسد ذَمَّه اللَّه وحَرَّمه في كتابه وحذرنا منه النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته المطهرة.

مراتب الحسد المذموم:

للحسد المحرم مراتب نذكرها فيما يلي:

المرتبة الأولى: أن يحب الإنسان زوال النعمة عن الغير، وأن تنتقل إليه، ولذا يسعى بكافة السُّبُل المحرَّمة إلى الإساءة إليه ليحصل على مقصوده وهذه المرتبة هي الغالبة بين الحُساد.

المرتبة الثانية: أن يحب الإنسان زوال النِعْمة عن الغير، وإن كانت هذه النعمة لا تنتقل إليه، وهذه المرتبة في غاية الخُبْث ولكنها دون المرتبة الأولى.

المرتبة الثالثة: أن لا يحب الإنسان هذه النعمة لنفسه، ولكنه يشتهي أن يكون لديه مثلها، فإن عجز عن الحصول على مثلها، أحب زوال هذه النعمة عن الغير كي لا يظهر التفاوت بينهما[2].

ثانيًا: الحسدُ المحمودُ:

المقصود بالحسد المحمود هو أن يرى الإنسان نعمة على غيره، فيتمنى أن يكون له مثلها دون أن يكرهها أو يتمنَّى زوالها عن ذلك الغير[3].

ويُسمى هذا النوع من الحسد المحمود بالغِبْطة أو المنافسة وقد يطلق عليه الغيرة، ومن المعلوم أن المنافسة في عمل الخيرات وطلب الآخرة أمر حثنا عليه الله في كتابه والنبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته المطهرة.

قال تعالى {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمٌِ} (الحديد، 21)، وقال سبحانه {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (المطففين، 26)

روى البخاري عن أبي هريرة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل عَلَّمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جارٌ له فقال: ليتني أوتيتُ مثلما أُوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالاً فهو يُهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أُوتيتُ مثل ما أُوتي فلان فعملت مثل ما يعمل)[4]

وللمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة د. جمال نجم (الحسد وعلاقته بالعين) على موقعنا http://www.hablullah.com/?p=1337

 


[1] لسان العرب، مادة حسد

[2] الإحياء للغزالي جـ3 ص298

[3] النهاية لابن الأثير جـ1 ص383

[4] البخاري، رقم الحديث 5026

تعليق واحد

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.