السؤال: ما الفرق بين كلمه الابتلاء والفتنه؟ اذا كانت الفتنة هي الاختبار والابتلاء هو الاختبار اذا لماذا بعض الايات فيها كلمة ابتلاء وبعضها فتنة؟ وهل للانسان دخل فيما يحدث له من ابتلاءات ام هو مسير؟ .
الجواب:
لفظ «الابتلاء» مأخوذ من مادة (ب ل و) التي تدل على نوع من الاختبار، ويكون البلاء بالخير والشر، والله- عز وجل- يبلي العبد بلاء حسنا وبلاء سيئا، وبلوته تأتي أيضا بمعنى جزيته[1].
وتأتي كذلك بمعنى استخبرته، يقال: بلوته فأبلاني أي استخبرته فأخبرني، يقال: من الخير أبليته ومن الشر بلوته[2]، والمعروف أن الابتلاء يكون بالخير وبالشر معا من غير فرق بين فعليهما ومن ذلك قوله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ (الأنبياء/ 35)[3].
وقال ابن بري: يأتي الابتلاء أيضا بمعنى الإنعام كما في قوله- عز من قائل-: وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (الدخان/ 33). أي إنعام بيّن، وقال تعالى في قصة سليمان عندما سخّر له من يأتيه بعرش بلقيس في طرفة عين: قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ (النمل، 40) ، وفي الحديث: «من أبلي فذكر فقد شكر» قال ابن الأثير: الإبلاء «هنا» هو الإنعام والإحسان[4] .
والابتلاء اصطلاحا: التكليف في الأمر الشّاقّ، ويكون في الخير والشر معا، ولكنهم عادة ما يقولون:
في الخير أبليته إبلاء وفي الشر: بلوته بلاءً [5] .
هذا ويرتبط مفهوم الابتلاء بمفهوم آخر يتعلق به تعلقا شديدا وقد يرادفه أحيانا، ألا وهو مفهوم الفتنة، وسنعرض لهذا بإيجاز- فيما يلي.
الفتنة مصدر قولهم: فتنه يفتنه فتنا وفتنة، وهي مأخوذة من (ف ت ن) التي تدل على الابتلاء والاختبار، وأصل الفتن إحراق الشيء بالنار لتظهر جودته من رداءته .
وفي الاصطلاح تعني ما يبين به حال الإنسان من الخير والشر[6]. وقال المناوي: الفتنة: البلية وهي معاملة تظهر الأمور الباطنة[7].
من خلال ما سبق يظهر أن الفتنة والابتلاء يأتيان في سياق اختبار العبد، ويخلتفان في كون الفتنة أشد من الابتلاء، لذا يختلف استعمالهما في الايات بغرض بيان قوة الاختبار وشدته، والله أعلم.
أما دور الانسان فيما يقع له من بلاء فيمكن أن نجمله في النقاط التالية:
1_ البلاء بسبب المخالفة
لقد خلق الله هذا الكون وفق قوانين محكمة، فإذا ما خرق هذه القوانين فإن العواقب ستكون كارثية على هيئة بلاء يصيبه. إن عدم التقيد بأنظمة السير _مثلا_ وقلة احتراف القيادة يؤدي إلى مصيبة على صورة حوادث السير وما ينتج عنها من هلاك الأنفس والأموال
وقد تكون المخالفة نتيجة الجهل وليس انقيادا للهوى، والنتيجة واحدة؛ فالإنسان لا يعذر بالجهل، وهو مطالب بمعرفة القواعد والقوانين الناظمة لحياته كي ينجو بنفسه من مصارعة القوانين والخروج عليها فيصيبه البلاء قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (يونس،44)
2_ الابتلاء بمعنى الامتحان.
والابتلاء هوَ الامتحان، قالَ تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} {العنكبوت،2} والغاية من الابتلاء تمييز المؤمن من المنافق. قالَ تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} (الحج، 11}
وقد يأتي الابتلاء على هيئة مصيبة بغرض إظهار الإنسان على حقيقته أمام نفسه أولا وأمام المؤمنين، فيعلم أن ما ادعاه من الإيمان ليس في مكانه وعليه إصلاح نفسه قبل فوات الأوان. قالَ تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (آل عمران،179)
وقد وصف سبحانه حالة المؤمنين في موقعة الاحزاب بقوله تعالى: { هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} (الأحزاب، 11) ففي مثل تلك الظروف يتميز المؤمن من المنافق، وقد ذكرت الآيات السابقة موقف المنافقين والذين في قلوبهم مرض، بينما أثنت على المؤمنين لما اجتازوا الامتحان بنجاح {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا. وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (الأحزاب،21_ 22) وقبيل توقيع صلح الحديبية دعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه للبيعة على الموت في سبيل الله دفاعا عن بيضة الإسلام، فهبوا جميعا، وقد اجتازوا الامتحان، واستحقوا رضوان الله عليهم موثقا بقرآن يتلى إلى يوم القيامة {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا. وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (الفتح، 18_19)
وقد يبتلي الله الناس بالبلايا والمصائب والنعم ليتبين شكر المحسن وصبره وكفر المتسخط وجحوده. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»[8]
3_ الابتلاء لغرض الردع
بعض مصائب الدنيا وأسقامها وبلائها مما يبتلي الله بها العباد حتى يتوبوا[9]. وهذه مصائب ردع يسوقها الله تعالى على من يريد بهم خيرا فيقلعوا عن ذنوب اقترفوها، وقد علم الله تعالى بصلاح حالهم إذا ما ابتلاهم، ويقصد بهذا الابتلاء دفع العذاب الأكبر عنهم أي عذاب جهنم. قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (السجدة، 21)
وفي هذا السياق ورد قوله تعالى {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} (التوبة، 118) فقد ساق الله تعالى على المتخلفين عن رسول الله من الشدة التي تمثلت بإعراض المؤمنين عنهم ما حملهم على التوبة والاستغفار والتخلي عن التخلف عن رسول الله في القادم من جهاده وسراياه. وهذا الحال ليس مقتصرا على تلك الحالة بل هي في كل ذنب يقترفه المؤمن فإن نفسه تتألم وضميره يؤنبه حتى إذا ما أيقن بعفو الله عنه طابت نفسه واطمأنت لرضا الله تعالى.
أسباب وقوع هذا النوع من المصائب عديدة وأولها الذنوب قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} سورة الشورى (30): وقال {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} سورة النساء (62) , وقال: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} سورة النساء (79).
وهذا النوع من الابتلاء يصيب أولئك الذين علم الله بهم خيرا، أما أولئك الذين مردت نفوسهم على المعاصي وبالغوا في نكرانهم لحق الله عليهم، فإن الله تعالى يملي لهم حتى إذا ظنوا أنهم في مأمن من عذابه أخذهم بغتة من حيث لا يشعرون. قال تعالى {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} (الأنعام، 43_44)
4_ الابتلاء لغفران الذنوب
وهذه للمؤمنين خاصة، يسوقها الله تعالى على بعض عباده ليخلصهم مما علق بأعمالهم من شائبة فيتركهم وقد خلصت أعمالهم لله وحده، فيرفع درجاتهم ويعلي قدرهم ويصلي عليهم إذا واجهوا تلك الشدائد بالصبر والاحتساب.
قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة، 155_157)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ»[10]
5_ الابتلاء كنعمة باطنة .
قد ينزل بالمؤمن ما يكره، ويظهر الأمر كبلاء، لكنه في الحقيقة يعود بالنفع العظيم على من ألم به ونزل بساحته، ومثال ذلك ما ورد في قصة أصحاب الكهف وقصة خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار. ومن أبرز النعم الباطنة التي تظهر كابتلاء فرض الجهاد على المؤمنين. قال تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (البقرة، 216) وهذه الآية كما نعلم وردت في سياق فرض الجهاد، وظاهر الجهاد هلاك الأنفس والأموال، ولكن حقيقته عكس ذلك تماما ففيه عزة الأمة وسيادتها، وفي ظل سيادة الأمة وعزتها تحفظ النفوس والأموال من المعتدين والطامعين، وتنفتح الآفاق أمام المجاهدين فينعموا بنصر من الله وفتح قريب.
عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: غَزَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نُرِيدُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَعَلَى الْجَمَاعَةِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَالرُّومُ مُلْصِقُو ظُهُورِهِمْ بِحَائِطِ الْمَدِينَةِ، فَحَمَلَ رَجُلٌ عَلَى الْعَدُوِّ، فَقَالَ النَّاسُ: مَهْ مَهْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: ” إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِينَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ لَمَّا نَصَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ، وَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ قُلْنَا: هَلُمَّ نُقِيمُ فِي أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحُهَا “، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة: 195) فَالْإِلْقَاءُ بِالْأَيْدِي إِلَى التَّهْلُكَةِ أَنْ نُقِيمَ فِي أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحَهَا وَنَدَعَ الْجِهَادَ “، قَالَ أَبُو عِمْرَانَ: «فَلَمْ يَزَلْ أَبُو أَيُّوبَ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى دُفِنَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ»[11]
6_ الابتلاء لغرض الكشف.
هذا النوع من الإبتلاء لا يكون من قبيل العقوبة أو الردع أو القصم أو غير ذلك، وإنما لإظهار صلابة إيمان المؤمن وتميزه؛ فهذا النوع لا يصيب إلا من علت مراتبهم عند الله تعالى وعلى رأسهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فقد واجهوا صنوفا من الابتلاء لا يحتملها إلا الصادقون مع الله والمصطفون المختارون من حملة الرسالة. ومن يرى سيرة الأنبياء جميعا يرى ابتلاء الكشف ظاهر في حياتهم؛ فمكابدتهم صنوف العذاب ومواجهتهم لجموع المنكرين أظهر مقدار تميزهم. إن قصة نوح مع قومه وإبراهيم مع النمرود وموسى مع فرعون ويوسف مع إخوته ومن ثم اتهامه بالباطل الذي أورده السجن طويلا. كل ذلك كشف عن هامات طويلة وأجساد تحملت في سبيل الله، مما كشف عن عظمة هؤلاء الأشخاص الذين استحقوا اصطفاء الله لهم واختيارهم رسلا يبلغون أقوامهم رسالة الله تعالى.
ولما رأى النبي من إعراض قومه وتكذيبهم له وإيذائه عند ذهابه إلى الطائف راجيا نصرتهم خيره ربه أن يطبق عليهم الأخشبين. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا)[12] . لقد كشفت هذه الحادثة وغيرها تميز نفس النبي صلى الله عليه وسلم. وأنه رحيم بقومه محب لهم، وصدق الله تعالى فيه إذ يقول {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }(التوبة، 128)
[1] مقاييس اللغة لابن فارس 1/ 292، والصحاح للجوهري 6/ 2285
[2] النهاية لابن الأثير (بتصرف) 1/ 155
[3] لسان العرب 1/ 355 (ط. دار المعارف)
[4] النهاية لابن الأثير 1/ 155.
[5] الكليات 1/ 29
[6] التعريفات للجرجاني ص 171
[7] التوقيف على مهمات التعاريف ص 257
[8] صحيح مسلم، باب المؤمن أمره كله خير، رقم الحديث 64 – (2999)
[9] (تفسير الطبري للآية 21 من سورة السجدة)
[10] البخاري، باب ما جاء في كفارة المرض، رقم الحديث 5641 . وأخرجه مسلم في البر والصلة والآداب باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن. رقم الحديث 2573.
[11] سنن أبي داوود ، باب في قوله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، رقم الحديث 2512، والترمذي، رقم الحديث 2972، والنسائي، رقم الحديث 10961، وصححه الألباني.
[12] متفق عليه. صحيح البخاري، رقم الحديث 3231 . وأخرجه مسلم في الجهاد والسير باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين، رقم الحديث 1795
أضف تعليقا